يا عميد لن نخاف بل سنواجه كما كنت وحدك في المواجهة
علّمنا ألا نكون مثلهم، حاسب مؤيديه ومناصريه عندما أخطأوا قبل محاسبة من لم يناصره. بنى المؤسسات حيث سمحت له صلاحيات منصبه، رفض عسكرة الحكم، واجه الاحتلالات من أي عدوٍ أتت، لم يرضخ لتدخلات الدول الاقليمية وكافة دول العالم بالشؤون الداخلية للبلاد، وقف بوجه الحرب ولم ينخرط فيها. كانت له شروط للقبول بالكرسي ولم يساوم على أي من مبادئه للوصول إلى أي منصب.
إنه رجل الدولة الذي لا غبار على أدائه، المعارض الذي كان دائمًا على حق، اللبناني الذي عاش لبنانيته في أي مكان حل فيه، رحل منذ ٢٣ عامًا، ترك السياسة في لبنان يتيمة الأخلاق والقيم.
إنه نائب جبيل الذي لم يشهد المجلس النيابي مشرّعًا مثله، إنه ريمون إدّه ، ضمير لبنان، عميد حزب الأوادم.
يا عميد أنت لست زعيمًا ولم نفديك بدمائنا، أنت مدرسة في الأخلاق والعمل السياسي، تعاليمك هي المرجع لكل خطوة نخطيها في السياسة، لبنان تغير كثيرًا منذ رحيلك، لكننا لم نتغير، الكتلة الوطنية باقية حزب المبادئ والقيم، حزب العقلانيين، لم ولن ننجر وراء الغرائز والعصبيات، نخوض المعترك مخاطبين عقول الناس لتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والضيقة، زاهدين بالمناصب إذا كانت على حساب المبادئ والصالح العام، حتى لو كنا وحدنا، لن نخاف بل سنواجه كما كنت وحدك في مواجهة إتفاق القاهرة المشؤوم، ووحدك ضد منطق العنف والحرب، وسنحاول بشتى الوسائل إقناع الناس بوجوب تغيير النظام التعطيلي الحالي والإنتقال إلى نظام عصري لا طائفي يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله!
