نساء إيران... وفكرة مؤتمر عام يخرج بتوصيات يساند نضالهن من أجل الحرية
ألهمتني جرأة نساء ايران، تلك البطلات الثائرات على ظلم حكم يشبه نظام شاه جديد، يتخذ من الدين ستارًا للحكم ومن الطائفة الشيعية واجهة لكي يجذب أبناء الطائفة المنتشرين في البلاد العربية ويعمل على إخراج انتماؤهم الوطني لبلادهم من نفوسهم وزرع مكانه انتماءً طائفيًا يَدّعي أنه حاميه.
إنَّ التدخل الإيراني في لبنان عبر ح-Z-ب الله وسلاحه وماله والذي باعتراف أمينه العام يأتي كله من إيران، يحتّم على من يريد الخلاص من نير وتهديد السلاح من اللبنانيين سياسيين أو مواطنين عاديين أن يساند نساء إيران بموقف أو بمقال وصولاً الى مؤتمر عام ينتج توصيات تتلوها نساء من أحزاب ومنظمات غير حكومية تتناطحن على الكوتا النسائية وعلى المراكز في كل أوجه الحياة السياسية اللبنانية، إلا أن النساء اللبنانيات حتى هذه اللحظة ومن كل الميادين الإعلامية والسياسية والإجتماعية لم تساند نظيراتها الإيرانيات كما يجب.
يحق للبنان وأبناؤه مساندة نساء إيران والشعب الإيراني عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، حيث يساند النظام الإيراني فئة واحدة من الشعب اللبناني يمدها بالمال والسلاح والذي هو أساس كل علة فيه...
نساء إيران لا تبحثن عن ممارسة السياسة وتبوء المراكز فقط بسبب انهم نساء ومن دون أي إثبات انهن مستحقات، نساء إيران تبحثن عن الحرية والعدالة التي تتوق إليهما كل شعوب العالم وهن يخاطرن بحياتهن من أجل حق تقرير نمط الحياة الذي تردن العيش من خلاله.
حتى اليوم، تخلّى العالم الحر عنهن، فالولايات المتحدة تضع عقوبات خجولة على من تعتقد أنه مسؤول عن العنف، وروبرت مالي المندوب الأميركي للمفاوضات النوويه يُذكّر دائمًا أن بلاده لا تريد تغيير النظام بل تعديل السلوك خوفًا من إنهيار المفاوضات النووية، وكأني بهذا التصريح يغض النظر عن القمع العنيف للمظاهرات مؤديًا الى عدم خوف النظام من ردة فعل أميركية أو غربية قوية خوفًا من فقدان النفط الإيراني متى نجحت المفاوضات.
الحرية لا تعرف وقتًا، وهي لا تُعير إهتمامًا للحرب الروسية الأوكرانية ولا لأوروبا الخائفة من شتاء من دون تدفئة ولا من تضخم يأكل مدخرات المواطنين ويبشر بكساد عالمي ولا من مفاوضات نووية، الحرية كالولادة الطبيعية تأتي من دون تحديد ساعة المخاض.
فالحرية هي توق سام لحياة من دون قيود من دون خوف والموت بسبيلها بالنسبة لطالبيها هو اسرع طريق للوصول إليها، وهذا ما فهمته نساء إيران وهذا ما يجب أن يفهمه اللبنانيون واللبنانيات.
هذه المرة الثورة في إيران غير كل تلك المرات، فمن كان الخائف الأكبر على حياه من يحب، أصبح الثائر الأكبر على من كان يهاب وأصبح الشعب الإيراني من دون مكابح...
من قلبي وعبر قلمي سلام لنساء إيران، أنتن تحولتن الى مصدر للإلهام لكيفية مواجهة حكم من زمن آخر لا قيم له غير السيطرة والإستيلاء على السلطة والمال بالقوة والتي ادعى أنه ثار عليهما في السبعينات، بينما الحقيقة أنه جاء ليبقى ويسيطر ويصدر ثورته المختبئة برداء الدين، مسيلا للدماء ومسببا لآلام والدموع منذ عشرات الاعوام في إيران وفي عدة بلدان عربية ومنها لبنان وحتى يومنا هذا، بدل ان يكون ناشرًا للرحمة والسلام كما تنص شرعة الأديان.
في النهاية، أعلم ان الإتفاق السعودي الإيراني يمنع على الأحزاب واللقاءات التي تُدين بالولاء للسعودية بالدعوة الى مؤتمر عام لمساندة نساء إيران والخروج بتوصيات... علَّ الشجاعة والدفاع عن حقوق الإنسان أينما كان تطرق باب مسؤولي الأحزاب الباقية والمنظمات غير الحكومية والتي لا ديون لها للسعودية ولا خوف يعتريها من إيران أن تقوم بما يمليه عليها واجبها الانساني قبل كل شيء تجاه نساء وشعب توقهم للحرية تخطى الخوف من الموت...
أبتسم لما آلت إليه الأمور في لبنان وأتأكد كل يوم أن إيران والسعودية متفقتان في لبنان وإن معركة الرئاسة ليست إلا بروفة تنتظر ساعة عرضها على خشبة مسرح أمام شعب يتفرج...