عيد إنتقال السيدة العذراء 15 آب
بحسب التقليد المسيحي والأناجيل المنحولة مع بدايات التاريخ المسيحي، انّ السيدة العذراء اجتمعت بتلاميذ يسوع في جبل الزيتون وودّعتهم وبعدها توفيت فقاموا بدفنها وقد لفوها بزنار، وبينما كان التلميذ توما في جولة دينية، وصل بعد أيام للتبرك من المدفن فرآه فارغًا والعذراء صاعدة الى السماء، فأعطته الزنار دلالة على صعودها بالنفس والجسد لأنها سلمت من الخطيئة.
اعتمدت الكنيسة عيد الرقاد او النياح منذ القرن الخامس الميلادي وفي القرن الثامن اصبحت التسمية عيد انتقال العذراء، ومع البابا بيوس ١٢ سنة ١٩٥٠، أقرّت الكنيسة عقيدة انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد، وحين نقول عقيدة اي أصبحت من المسلّمات في كنيستنا لا يجوز تعديلها أو تغييرها أو المس بقدسيتها.
وتاريخ ١٥ آب يرجع لتاريخ وثني، اذ كانوا يعيّدون في وسط الصيف ويبطلون عن العمل نظرًا لشدة الحر والتعب، فكان يوم عطلة. اعتمدته الكنيسة البيزنطية بداية ثم الكنيسة جمعاء كما اعتمدت تواريخ وثنية عدة لتكون مع المسيح ومع العذراء انطلاقة زمنية وروحية جديدة.
رمزية مريم العذراء في لبنان؛ ارتفع أكثر من ١٥٠٠ كنيسة على اسم السيدة العذراء، وأكثر من ٣٥٠٠ مذبح على اسمها أيضا. وتكاد تخلو بلدة أو مدينة من مقام أو مزار أو كنيسة على اسمها، كما وأن اسم مريم هو اسم جامع عند المسيحيين والمسلمين على السواء، ونحن نعلم كم لها من التقدير وارتقاء المقام في القرآن الكريم، فقد خصصها بسورة، وذُكرت في القرآن الكريم أكثر من ٣٠ وهي ليست أم النبي محمد ولا شقيقته ولا من ذريته، هذا يدل على عمق التقدير لشخصها. وقد خصها العالم العربي بمساجد على اسمها، ففي سوريا اقيم مسجد على اسم مريم سنة ٢٠١٥ وفي مصر وفي الخليج العربي.
وفي المزارات الدينية، حريصا مثلاً، خير دليل على هذه العلاقة، فهو بات مزارًا مسكونيًا لأنه يستقطب زوارًا من كل بلدان العالم ومذاهبه...
وبيننا وبين العذراء مريم، علاقة عفوية، فكم عديدة المرات التي نستنجد بها حين نهتف متضرعين "يا عدرا" أثناء تعثّرنا أو خلال عملنا... ناهيك عن تعدد التمسيات العائدة بالأساس لمريم العذراء، (ماري، ميريم، ماريا، سيدة، ميراي، مرلين، ماريو....)، كما ارتبط إيماننا بالعذراء مريم بمختلف نواحينا المهنية والاجتماعية، فحين نرى كنيسة سيدة الزورع أو كنيسة سيدة البحار أو سيدة التلة أو سيدة الغسالة أو سيدة الجبل أو سيدة الحقلة أو سيدة الدر... خير دليل على هذا الارتباط العفوي وهذا التعلق بالعذراء وعمق العلاقة والايمان...