رحلة في تاريخ مدينة جبيل
نورد في ما يلي نبذة مختصرة وسريعة عن أبرز المحطات التاريخية في مدينة جبيل، ولا نقصد هنا إجراء دراسة موسعة بقدر ما هي معلومات موضوعية مختصرة.
تعتبر جبيل من أقدم مدن العالم، تمتاز بموقع جغرافي مهم، فهي في قلب منطقة الشرق الأدنى، مدينة كوزموبوليتية (تعددية، تضم مختلف الحضارات والشعوب).
أعطاها الفينيقيون عناية خاصة وكانت احدى أهم مدنهم الدينية والتجارية...
جبيل وتعني جب ايل اي منطقة الله، وبتفسير آخر بعل جبال والمقصود به أيضًا صاحب الشيء، Gebal - Goubla.
Byblos أي مدينة الحرف.
كلها تسميات أطلقتها الشعوب القديمة الفينيقية واليونانية والعرب على هذه المدينة المهمة.
أقامت علاقات تجارية خلال الحقبة الفينيقية مع بلاد مصر فكانت تصدّر الأخشاب بشكل أساسي إنطلاقًا من مينائها البحري، واشتهرت بصناعة السفن.
لم تكن مدينة عسكرية من هنا شكّلت عامل جذب للعديد من الشعوب للإستقرار فيها، فهي ليست محاطة بسور، بل مفتوحة على البحر، وليست محصّنة بقلعة عسكرية بحرية على غرار صيدا وصور، بل كانت ولم تزل مدينة سلام وفكر وتلاقٍ ومدينة حب (أسطورة أدونيس وعشتروت)، ومدينة تبشير (ابراهيم الناسك الماروني في القرن ٧ وتسمية نهر ابراهيم تيمنًا باسمه...) من هنا تعددت الأثار فيها.
منها انطلقت الأبجدية الى العالم وكانت في الأساس مرتبطة بالتجارة لتسهيل التعامل والتخاطب، فهي الأبجدية الأولى التعبيرية بالصوت وليس بالصورة، شكّلت منطلق الأبجديات المعاصرة وكانت أسهل للحفظ نظرًا لعدد أحرفها الـ٢٢ وسهولة كتابتها. وُجدت منقوشة على ناووس أحيرام. وكلماتها تعبّر عن معانٍ حسية ملموسة متصلة بالإنسان وبالطبيعة، وانتشرت بالمنطق وليس بالقوة العسكرية.
مرّت شعوب عدة على جبيل من الفينيقيين الى الرومانيين واليونانيين والفرس والصليبيين والفاطميين وسواهم...
من أبرز معالمها؛ قلعتها الصليبية وقد أضاف العرب عليها بعض الأجزاء (الفاطميين) في القرن ١١، وكنيسة مار يوحنا مرقس الصليبية أيضًا العائدة الى القرن ١٢ ومسجد السلطان عبد المجيد المبني في القرن ١٧ وبقايا فينيقية ورومانية على غرار المعبد القديم والمسرح...
واليوم تتابع دورها الحضاري والإنساني والإقتصادي الذي يرتسم في كل نشاط من أنشطتها الحيوية...