الإثنين 29 أيار 2023

16 كانون الأوّل 1898... القدّيس شربل يحتفل بقدّاسه الأخير في المحبسة

الجمعة 16 كانون الأول 2022

في مثل هذا اليوم 16 كانون الأوّل 1898، إحتفل القدّيس شربل بقدّاسه الأخير في المحبسة.

تلا الحبيس شربل كلام التقديس وبلغ إلى رفعة الكأس والقربان مُصلّيًا "يا أبانا الحقّ"، فأصابه داء الفالج لكنّه إستمر رافعًا الكأس والقربان وتمكّن رفيقه من نزعها من يديه وحمله إلى غرفته. عانى أوجاعًا أليمة مدّة ثمانية أيّام، دون أن ينقطع عن القدّاس إلى أن أسلم روحه بكلّ هدوءٍ مساء عيد الميلاد.

 

ولادة محبسة القديسَيْن بطرس وبولس- عنّايا

في العام 1798، بدأ يوسف بو رميا وداود عيسى خليفة (من إهمج) بناء محبسة القديسَيْن بطرس وبولس التابعة لدير مار مارون - عنّايا على تلّة رويسة عنّايا التي يبلغ ارتفاعها 1350 مترًا عن سطح البحر، بهدف عيش النسك والزهد، وأنهيا أعمال بنائها في العام 1811.

وحملت المحبسة اسم دير «تجلّي الربّ»، وتألّفت من 6 غرف وكنيسة على اسم القديسَيْن بطرس وبولس، يفصلهما رواق ينتهي بغرفة للحطب.

من ثمّ، حوّل البطريرك الماروني يوحنا الحلو في 9 آب 1812 اسم الدير من دير التجلّي إلى دير مار بطرس وبولس.

سكن يوسف وداود الدير الذي شيّداه وجمعا فيه بعض الشبّان من إهمج وألبساهم الزيّ الرهباني، وأصبحا راهبَيْن منفردَيْن غير منضويَيْن في جماعة رهبانيّة، فدُعِيَ الأوّل بالأخ يوسف والثاني بالأخ بطرس، وارتقى الأخير إلى الدرجة الكهنوتيّة.

 

من دير إلى محبسة

طلب يوسف وداود من الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة آنذاك الأب إغناطيوس بليبل في 20 تشرين الثاني 1814 إرسال كاهن من الرهبانيّة ليكون راعيًا ومرشدًا لأهالي إهمج الذين يقطنون قرب هذا الدير، وفوّضا إليه حقّ التصرّف بهذا المبنى والأرض التابعة له بموجب مرسوم وجّهه البطريرك يوحنا الحلو إلى الأب العام، ودخلا الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وظلّ الأخ يوسف في دير مار مارون - عنّايا حتى وفاته في 7 أيّار 1853.

في العام 1820، قرّرت الرهبانيّة تأسيس دير جديد في ذلك الموضع يحمل اسم مار مارون، فلم يَرُقْ موقع دير مار بطرس وبولس للأب بليبل لوعورة أرضه وتعرّضه للعواصف والصقيع، فاختار التلّة التي بُنِيَ عليها دير مار مارون حاليًّا. أمّا دير القديسَيْن بطرس وبولس، فتحوّل إلى محبسة في العام 1828.

 

حبساء عنّايا الأبرار

كان الأب إليشاع كسّاب الحرديني أوّل حبيس دخل المحبسة من أبناء الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، وهو شقيق القديس نعمة الله الحرديني.

وسكن محبسة مار بطرس وبولس حبساء أبرار طبعوها بحبّهم اللامتناهي لله، وهم: الأب يوحنا العاقوري، والأب يواكيم الزوقي، والأب ليباوس الراماتي، والأب مكاريوس صوما المشمشاني، والأب أنطونيوس الغلبوني، والأب أنطونيوس الحصاراتي، والأخ بطرس المشمشاني، والأخ مخايل التنّوري، والأب أنطونيوس قزحيّا، والأب الياس أبي رميا الإهمجي، وهو آخر حبيس سكن هذه المحبسة، إذ بعد العام 1950، انتشرت عجائب قديس عنّايا وتحوّلت المحبسة إلى مزار عالمي.

أمّا القديس شربل مخلوف (8/5/1828-24/12/1898)، فدخل المحبسة في 15 شباط 1875 أي بعد وفاة الأب إليشاع الحرديني ومات فيها.

 

محتويات المحبسة

تحتوي المحبسة على الكنيسة وغرف عُرِضَت فيها أوانٍ كنسيّة وعدّة الحقل التي استعملها الحبساء في الماضي.

وتضمّ قلّاية مار شربل بساطًا من المسح إذ كان يفترش الأرض، وجذعًا من السنديان يُلقي رأسه عليه في الليل. وفي غرفة أخرى، يجد الزائر كتبًا روحيّة كان مار شربل يقرأها ويمضي لياليه بالصلاة أمام القربان الأقدس وصورة لقلب مريم الطاهر، كانت تقدمة من القديس نعمة الله الحرديني إلى أخيه الحبيس إليشاع.